القائمة
ليلة عيد الحب ...
المصدر: صيدا اون لاين
إتصل بي صديقي مساء أمس وكانت ليلة عيد الحب وبدأ يحدثني عن العمر ومروره ، وأخذ يذكّرني بأننا قد دخلنا في النصف الثاني من العقد الرابع من عمرنا ، وأن العمر يركض بسرعة بنا وكأنه يستقل قطاراً سريعاً نحو النهاية ، وراح يستعرض ذكريات وذكريات كان لها الأثر الكبير في علاقتنا ، عدا عن ذكريات المراهقة وممارستها وطريقة عيشها وما إلى هنالك من مواقف وأحداث مرّت معنا ، منها الجميل والقبيح ، بالإضافة إلى العلاقات الغرامية التي مررنا بها في حياتنا ، وراح يتمادى بتحليلات عن الصداقة وحيثياتها ومدى الحب فيها ، وأنا أستمع إليه وأصغي بكل جوارحي دون تعليق لأنه استطاع أن يعيدني بالذاكرة إلى أيام الشباب والمراهقة ، ويفتح أبواباً مغلّقة ، تارة أبتسم وتارة أخرى أتنهد ، لقد كان يفضي إليّ بشفافية بكل ما في نفسه ، وكأنّه يريد أن يفضفض عن شيء ما في داخله ... 
بعد وقت ليس بالطويل ولا القصير ، صرختُ به عبر الهاتف ، ما بك يا صديقي ؟! ألم تشعر بأنك تنبش بالماضي ، وتتحدث بقضايا مرّ عليها الزمن ، قل بصراحة ما بك ؟ وهل هناك قضية ما تشغل بالك ؟ فكان رده أنّ عيد الحب غداً ، فقلت له نعم ، وماذا تريد منّي ؟ أنا سأحتفل به مع عائلتي ، وأنت أصبحت في هذا العمر ولن تؤسس عائلة ، كل سنة تعرّفني على إحداهن وبعد مدة تخبرني بأنك انفصلت ، ولا تستطيع أن تكمل معها ، فما الجديد السنة ؟ فيأتيني ردّه صادماً ، بأنه يريد أن يعلن نفسه شاعراً ، وأنّه يريد أن يسمعني قطعة كتبها بمناسبة عيد الحب وراح يسمعني إياها ، وأنا في حالة ذهول ...